طريق المسيحية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


باسم الاب و الابن و الروح القدس
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 ساعة التجربة وسبيل النجاة منها الجزء السابع

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Kirelos
Admin
Kirelos


المساهمات : 100
تاريخ التسجيل : 06/04/2010
العمر : 25
الموقع : http://christian man.com

ساعة التجربة وسبيل النجاة منها الجزء السابع Empty
مُساهمةموضوع: ساعة التجربة وسبيل النجاة منها الجزء السابع   ساعة التجربة وسبيل النجاة منها الجزء السابع Icon_minitimeالسبت مايو 22, 2010 11:00 am

--------------------------------------------------------------------------------

ومن جهة العطاء للفقراء، كان لا يتقيد بدفع العشور بل كان يقدم أكثر من ذلك بكثير. كما كان يشتري للفقراء في بعض الأحيان ملابس أغلى من تلك التي كان يشتريها لنفسه – وهكذا سمت حياته الروحية حتى أنه لم يكن يصلي مع الآخرين "احفظ حياتي ليكن تكريسها يا رب لك... "، بل كان يصلي عوضاً عن ذلك "أشكرك يا رب لأنك حفظت حياتي، فكان تكريسها كلها لك...".

ولكن بكل أسف، فإنه في ساعة من ساعات الغفلة، لم يهرب هذا الشاب من الأهواء بل فتح قلبه لها، ناسياً قول الحكيم "فوق كل تحفظ احفظ قلبك، لأن منه مخارج الحياة" (أمثال 4: 22)، فتسللت الأهواء إلى قلبه واستقرت فيه، كما تتسلل الميكروبات إلى جسم لم يألفها من قبل وتتمكن منه. ثم دخل في حرب شعواء معها، يصارعها حيناً وتصارعه هي حيناً آخر، فينتصر عليها مرة وتنتصر هي عليه أخرى. فأصبح والحالة هذه مثل نسر انكسر جناح له، فإنه لا يكاد يهم بالطيران حتى يعود إلى الأرض كما كان. ولذلك ظل على هذه الحال من البؤس والشقاء أضعاف المدة التي عاشها مع الرب من قبل – ذلك لأن النكسة التي يصاب بها المريض بعد شفاؤه، تكون دائماً أقسى من المرض الذي كان يشكو منه في أول الأمر.

والآن، وإن كان هذا الشاب لم ينجرف في تيار النجاسة مثل الأشرار، غير أنه لم يعد، حتى بعد توبته، إلى الحالة الروحية السامية التي كان عليها من قبل. ليس لعدم قدرة الله على إنقاذه من ضعفه، بل لتأثر نفسه بالنجاسة تأثراً أضعف فيه الميل إلى القداسة إلى حد ما.
وإذا كان الأمر كذلك، فليحذر الشباب من الجنسين من النظرة النجسة الأولى، والشهوة النجسة الأولى، لأنهم إذا سمحوا لواحدة من هذه أن تتسرب إلى نفوسهم، تعرضوا لمتاعب قد تستمر معهم مدى الحياة. والسعيد من اتعظ بغيره، والشقي من اتعظ بنفسه.

[1] بالإضافة إلى عدم حلق شعر الرأس، كان النذير لا يشرب خمراً ولا يتنجس بلمس ميت (سفر العدد: 6). وعدم شرب الخمر رمز إلى الامتناع عن أهواء العالم وملذاته. وعدم لمس الميت رمز إلى الامتناع عن النجاسة. بوصف الموت هو النتيجة الحتمية للخطيئة (تكوين 3: 17).
Cool Cool Cool Cool Cool Cool Cool Cool Cool Cool Cool Cool Cool Cool Cool Cool Cool

-7كيفية الهرب من الأهواء
إن الهرب من الأهواء يجب أن يكون فورياً دون تلكؤ أو تهاون، لأن المطلوب هو قطع العلاقة نهائياً معها. أما مسايرتها إلى حد ما، أو الابتعاد عنها بخطوات متباطئة، حتى مع عدم التفاعل معها، فلا يدلان على الرغبة في الهرب منها، بل بالعكس يدلان على التعلق بها والميل إليها. وحالة مثل هذه تعرض صاحبها لأخطار كثيرة، إذ تسلبه الشهية الروحية للصلاة والتأثر بأقوال الله، كما تثير فيه الميل إلى فعل الخطيئة، فيضعف أمامها ويسقط. وقديماً أخذت امرأة لوط في الهرب مع أسرتها من سدوم وعمورة طاعة لأمر الله، ولكنها التفتت إلى الوراء لتعلق قلبها بهاتين المدينتين وتحسرها على مفارقة ما بهما من ملذات، فأصابها ما أصابها من بلاء (تكوين 19: 26)، عبرة للذين لا يطيعون الله إلى النهاية، ولذلك يحذرنا الرب بالقول: "اذكروا امرأة لوط" (لوقا 17: 32).

وإذا كان الأمر كذلك، يجب أن يكون موقفنا إزاء الأهواء لا موقف الرخاوة بل موقف الصلابة والصرامة وأن يكون لسان حال كل منا عند الهرب منها "فإني أفعل شيئاً واحداً. إذ أنا أنسي (نهائياً) ما هو وراء، وأمتد إلى ما هو قدام. أسعى نحو الغرض لأجعل جعالة دعوة الله العليا في المسيح يسوع" (فيلبي 3: 14). و"إلى الوراء لا أرتد. قد جعلت وجهي كالصوان، وعرفت أني لا أخزى" (أشعياء 50: 5- 7)، ذلك لأن من يضع يده على المحراث وينظر إلى الوراء لا يصلح لملكوت السموات (لوقا 9: 62).

وطبعاً لا يراد بالهرب من الأهواء مجرد الانصراف من مكانها، بل يراد به قبل كل شيء تحويل القلب عنها. لأنه لا سبيل للنجاة منها إذا كانت العين بعيدة عنها لكن القلب متجهاً إليها. ولا نقصد بذلك أنه لا ضرر من النظر إلى ما يثير الأهواء، إذا كان القلب بعيداً عنها، كلا. لأن النظر إليها من شأنه أن يؤثر على القلب، ويبعث فيه الميل إليها عاجلاً أو آجلاً. بل نقصد أنه إذا كان القلب طاهراً، وتصادف أن وقعت العين على ما يثير الأهواء، فإن ذلك لا يبعث فيه خاطراً نجساً في الحال. لأن القاعدة العامة هي أنه كما يكون القلب، هكذا تكون العين. وحيث يكون القلب، تكون العين أيضاً. فإذا كان القلب طاهراً، تكون العين طاهرة. وإذا كان القلب في السماء، تكون العين كذلك هناك والعكس بالعكس.

أما إذا عجز المؤمن عن تحويل قلبه عن منظر يثير الأهواء فيه، فعليه أن يحول نظره عنه أو ينصرف من مكانه. وعليه أن يفعل هذا أو ذاك يكل ما أوتي من سرعة، لأن الدقيقة الواحدة في هذا الوقت لها قيمتها. إذ أنها تستطيع مساعدته على النجاة إذ انتهزها، أو تهيئته للسقوط إذا أهملها.

كما أن الأهواء التي تتسرب إلينا بسبب تفكيرنا فيها بيننا وبين أنفسنا في الباطن، ليست بأقل خطراً من تلك التي تتسرب إلى نفوسنا من المناظر التي نشاهدها في الخارج. ومن ثم على المؤمن أن لا يسمح لتلك الأهواء أيضاً بالبقاء لحظة في نفسه، بل عليه أن ينصرف عنها على الفور فتنصرف عنه على الفور كذلك. أما إذا رحب بها في نفسه، فإنها تنمو وتتشعب فيها، وبذلك يقوى سلطانها ويصبح من المتعذر عليه التخلص منها. إذ أنها كالنبات الذي يمكن انتزاعه من الأرض بكل سهولة عندما يكون في أوائل ظهوره أما إذا ترك وشأنه، بعث بجذوره فيها، وقوى جذعه وصار شجرة كبيرة، لا يمكن قطعها بسهولة. وحتى إذا قطعت تظل جذورها في الأرض أعواماً ودهوراً.
فلنهرب إذن بكل سرعة ليس من المنظر المثير فقط، بل ومن الفكر المثير أيضاً. لأن الفكر يولد التصور، والتصور عندما يستبد بالمرء، يقوده إلى الفعل، فخميرة صغيرة تخمر العجين كله (1 كورنثوس 5: 6). فضلاً عن ذلك فإن تأثير الأهواء لا يزول بانتهاء الفعل الخاص بها. بل يبقى في النفس أمداً طويلاً، ويدفعها إلى عمل الخطيئة من وقت لآخر. ولذلك فلنهرب من الأهواء بكل سرعة في كل وقت نتعرض فيه لها كما ذكرنا، حتى يصبح الهرب منها عادة من العادات المتأصلة فينا، متخذين درساً من الإبرة المغناطيسية، التي إذا انحرفت مرة عن اتجاهها الأصلي لسبب ما، سعت بطبيعتها للعودة إلى هذا الاتجاه على الفور.
وإذا وجدنا أنه لضعفنا لا نستطيع التخلص من فكر مثير استبد بنا، يجب أن لا نستسلم للضعف، بل أن نرتفع فوقه بأية وسيلة من الوسائل، فنأخذ مثلاً كتاباً دينياً أو علمياً أو أدبياً حسبما يروق لنا. وأن نقرأ ونحصر أفكارنا فيما نقرأ. أو أن نأخذ قلماً وورقاً ونكتب موضوعاً عن سبيل النجاة من التجارب. وإذا لم يتوافر لدينا كتاب أو ورق في هذا الظرف، يمكن أن نغني أغاني روحية أو نفكر في آيات خاصة بالقداسة والطهارة وذلك بكل مثابرة ونشاط. وإذا غابت وقتئذ عن أذهاننا هذه الأغاني والآيات، يمكن أن نقوم بأي عمل يدوي، كالأشغال المنزلية أو الفنية أو الألعاب الرياضية. وبذلك نتيح لنفوسنا الفرصة للتحول عن الأهواء، والعودة إلى حياة الشراكة مع الرب الذي دعينا إليه، وطبعاً بالروح القدس على البقاء فيها. وإذا وسوس عدو الخير في آذاننا وقتئذٍ أنه بابتعادنا عن الرب، ابتعد هو عنا، فلا نخف. فالخوف أخطر الأسلحة التي يستعملها العدو ضدنا لكي يضعف ثقتنا في النصرة. وقد سبق الرب وحذرنا من الخوف، فقال لكل منا ".. أنا الرب إلهك الممسك بيمينك القائل لك: لا تخف أنا أعينك" (أشعياء 41: 13). ولا غرابة في ذلك فقد سبق ونقش أسماءنا على كفه (اش 49: 16). وأعلن لنا أنه لا ينسانا أبداً (اش 49: 15). وأنه يحبنا محبة أبدية، وأنه لذلك يديم لنا الرحمة (أرميا 31: 3)، ويكون معنا كل الأيام إلى انقضاء الدهر (متى 28: 20).

وإذا انحرفنا عنه، لا يتركنا له المجد وشأننا، لأنه يعرف ضعفنا الطبيعي حق المعرفة، ومن ثم يعطف علينا كل العطف ويردنا بكل سرعة إليه، طالما كانت لنا الرغبة الصادقة في مواصلة السير معه. وقد اختبر داود النبي هذه المعاملة الكريمة فقال عن الله: "يرد نفسي، يهديني إلى سبل البر (ليس من أجل اسمي أو مقامي أو أعمالي، بل) من أجل اسمه" (مزمور 23: 3). فهو لا يعسر عليه أمر (أرميا 32: 27)، وغير المستطاع لدى الناس، مستطاع لديه (مرقس 1: 27). ومن ثم يمكن أن ينقذنا من التجربة، حتى إذا كانت قد أحاطت بنا من كل الجوانب، وفقدنا نحن الأمل في النجاة منها بحسب نظرتنا البشرية. فقد أنقذ تلاميذه مرة عندما أحاطت بهم الأمواج والعواصف من كل النواحي، وفقدوا كل أمل في النجاة، وذلك بطريقة لم تكن تخطر لهم ببال، إذ أتاهم له المجد ماشياً على الأمواج (متى 14: 25- 31). وهكذا يكون الحال معنا. فحيث لا توجد نافذة للنصرة أمامنا، توجد أمام الله نوافذ عدة فقد قال الوحي عنه أن له، حتى في الموت، ليس مخرجاً واحداً، بل مخارج (مزمور 68: 20).
ولذلك فكل ما يجب علينا عمله في وقت التجربة، هو أن نثبت أنظارنا في الرب واثقين كل الثقة فيه، فيحفظنا له المجد من السقوط في الخطيئة. فقد قال الوحي: "انظروا إليه واستناروا ووجوهم لم تخجل" (مزمور 24: 5). كما قال: "ذو الرأي الممكن تحفظه (يا رب) سالماً لأنه عليك متوكل" (أشعياء 21: 3). وقد اختبر أحد القديسين فائدة الثقة بالله، ولذلك أعلن أنه ينتصر على كل التجارب لأنه يواجهها بسلاح مثلث الجوانب. جانبه الأول هو الثقة بالله، وجانبه الثاني هو الثقة في الله، وجانبه الثالث هو الثقة في الله، عاملاً بقول الوحي: "لا تطرحوا ثقتكم التي لها مجازاة عظيمة" (عبرانيين 10: 35) – والثقة في الله وحصر الفكر فيه، يجب أن لا تكون أقوالاً نرددها فقط بأفواهنا، بل أعمالاً روحية نقوم بها بين نفوسنا وبين الله، فنتهيأ حقاً للإفادة من قوته ومعونته.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://christian man.com
 
ساعة التجربة وسبيل النجاة منها الجزء السابع
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» ساعة التجربة وسبيل النجاة منها الجزء السادس
» ساعة التجربة وسبيل النجاة منها الجزء الخامس
» ساعة التجربة وسبيل النجاة منها الجزء الرابع
» ساعة التجربة وسبيل النجاة منها الجزء الثالث
» ساعة التجربة وسبيل النجاة منها الجزء الثانى

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
طريق المسيحية :: كتب دينية مسيحية :: كتب مسيحية-
انتقل الى: